الأحد، 26 شوال 1445 ، 05 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

خطيب الحرم المكي: الحياة مراحل لكل منها عِبر ومتغيرات

frame-3982
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – واس:

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه مبيناً أن حياة المرء منذ ولادته وحتى مماته كلها تعلم وعلم وعبادة وإنتاج.

اضافة اعلان

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام إن الحياة لا تطيب إلا بسمو معناها ولا يسمو معناها إلا حين يدرك العبد عظمة الخالق عز شأنه ثم ينظر بعد ذلك في الغاية من الخلق وثمرة السعي من الخلق وحين إذن لا تضطرب عنده الأولويات ولا تشتت الهموم ولا يتسلل إليه القلق ولا تستبد به الحياة.

وأوضح أن معنى إدراك الحياة مما فطر الله الناس عليه فمنح سبحانه عباده قدرات وعلوم ومواهب وهداهم النجدين وجعل كل ميسر لما خلق له فالله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعفكم قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيباً فحياة الإنسان مراحل وعمره منازل يحياها ويتنقل فيها ويعيشها ويعمل فيها ويتعظ من متغيراتها ويعتبر من تقلباتها، مؤكدًا أن في كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان أعمالاً تليق بها وإن لم يحسن الاستفادة منها مضت في ضياع وانقضت في إهمال.

وأضاف الشيخ بن حميد أنه بالنظرة العاقلة فإن حياة المرء ممتدة منذ الولادة حتى الممات ما بين طفولة وفتوة، وكهولة وشيخوخة، وكلها تعلم وعلم وعبادة وإنتاج، ومن لطائف خلق الله أن ضعف البدن يقابله قوة العقل ووهن العظم يقابله قوة الفهم واشتعال الشيب يقابله ظهور الحكمة، فالإنسان مكلف ومنتج ما دام متمتعاً بقوته وعقله هذه هي حياة الإنسان في الإسلام وهذه هي نظرة المسلم للحياة.

وبين فضيلته أن ذلك يقال إن الإنسان في ذلك العصر تربطه بالأعمال نظم وتنظيمات وتجعل كثيراً من الأعمال والوظائف محدودة في سن معين وبمؤهلات وخبرات وبداية ونهاية، وكل ذلك جاءت به الحياة المعاصرة، وهو تنظيم له مسوغاته المقبولة، فهو يسهم في استمرار حركة المجتمع ومراعاة تزايد العاملين وإتاحة الفرص للمتنافسين، وهو تنظيم له ملاءمته وواقعيته في مسار حياة الإنسان ومراحل عمره.

وبين فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام أن أخوك ينتظر الفرصة ممن قبلك، فموظف اليوم متقاعد الغد، ومتقاعد اليوم موظف الأمس وهذه هي مراحل الحياة في تنقلاتها وتقلباتها موضحاً أنه ينبغي على هذا الموظف الكريم والعامل النبيل الذي انتهت فترة عمله أن لا يكون أسير الحياة الماضية وبوظيفة انتهت مدتها وليس من الحكمة أن يلقي باللوم على غيره من الأهل وأرباب العمل والمجتمع والأنظمة وغيرها ومن الطريف المعلوم أن موعد انتهاء الخدمة معلوم ومحسوب بالشهور والأيام فلماذا المفاجئة والاضطراب؟

وقال الشيخ بن حميد إن من الحكمة أن لا يتشبث المرء بمرحلة من حياته بل ينبغي أن يحسن الظن بأن القادم أفضل وليعلم العاقل أن مصدر السعادة ليست بالمرتب ولا بوظيفة بعينها بل السعادة بعد توفيق الله وحسن عبادته في العمل والعمل لا ينتهي، موضحاً أن العمل هو عامل الحياة الممتدة وهو باني العلاقات الاجتماعية، وهو الذي يبرز للإنسان قيمته وهذا مستمر لا ينتهي فالموظف إذا ترك الوظيفة لا يترك العمل والوظيفة مدة نظامية تنتهي أما العمل والحاجة والكفاءة فتلك باقية ما بقيت القدرة والحياة.

وقال فضيلته إن من ينظر للتقاعد على أنه بوابة يطل منها على ميادين الحياة الفسيحة يعد حكيماً في رأيه فهذه الميادين التي شغلته عنها وظيفته وقد علم النابغون أن العمل والجدية والهمة لا تسأل الإنسان عن عمره مؤكداً أن التقاعد هو نقلة وتجربة وتغيير وليست تعطيل قدرات ولا نبذ خبرات بل هو فرصة للإطلاق طاقات كامنة كانت الوظيفة قد قيدتها.

وبين فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة أن مفهوم العبادة في الإسلام مفهوم واسع والعمل في ديننا من أهم أنواع العبادات فهو كسب واستغناء وعفة ومثوبة وإنه العمل الصالح بأوسع معانيه كما قال الله تعالى في كتابه العزيز (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنؤتينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم عن المعاني والعبر العظيمة لغزوة بدر الكبرى التي وقعت في العام الثاني من الهجرة النبوية الشريفة وأنها كانت لإظهار قوة المسلمين وليس للقتال.

وبين فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد النبوي أنه في هذه الغزوة أيد الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالملائكة كما أن من حضر ذلك اليوم من المؤمنين فذنبه مغفور ومحرم على النار.

وأوضح أن هذه الغزوة أظهرت مدى الحب الذي يكنه الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم مستدلاً بقول المقداد بن الأسود للنبي صلى الله عليه وسلم لا نقول كما قال قوم موسى (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ولكننا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك فسر النبي صلى الله عليه وسلم لهذا القول.

وأضاف الشيخ القاسم أن النبي صلى الله عليه وسلم بات ليلته يدعو ربه ويسأله النصر حتى استجاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وبشر أصحابه.

وأبان فضيلته أن التقاء الجيشين كان بلا ميعاد لحكمة يريدها الله قال تعالى (ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً) مبيناً أن الله تعالى ألقى على المؤمنين الأمن قال عز وجل (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) كما قلل الله المشركين في أعين المسلمين، وقلل المسلمين في أعين المشركين قال تعالى (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً).

وتابع فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله تعالى ألقى الرعب في قلوب المشركين قال الله تعالى (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) كما ثبت المؤمنين بملائكة كما جاء في قول الحق تبارك وتعالى (إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا) فقتل في هذه الغزوة سبعون مشركاً.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook